أمسِ انقضى Poem by أحمد شوقي

أمسِ انقضى

أَمسِ انقضى ، واليومُ مِرْقاة ُ الغدِ {#spc} إسكندرية ُ، آن أن تتجددي
يا غرَّة َ الوادي وسدَّة َ بابه{#spc} رُدّي مكانَكِ في البرِية ِ يُرْدَدِ
فيضي كامسِ على العلوم من النُّهى {#spc}وعلى الفنونِ من الجمالِ السَّرْمَدِي
وسمي النبالة َ بالملاحمِ تتسمْ {#spc}وسمي الصبابة َ بالعواطف تخلدِ
وضعي رواياتِ الخلاعة ِ والهوى{#spc} لممثِّلين من العصورِ، وشُهَّدِ
لا تجعلي حبَّ القديمِ وذكره{#spc} حسراتِ مِضياعٍ، ودفعَ مُبَدّدِ
إنّ القديمَ ذخيرة ٌ من صالحٍ {#spc}تبني المقصِّرَ، أوتحثُّ المقتدي
لا تفْتَتِنْكِ حضارة ٌ مَجلوبة ٌ {#spc} لم يبنَ حائطها بمالكِ واليدِ
لو مالَ عنكِ شِراعُها وبُخارُها {#spc} لم يبقَ غيرُ الصَّيْدِ والمتصيّد
وُجدَتْ وكان لغيرِ أَهلِكِ أَرضُها {#spc} وسماؤها، وكأنها لم توجد
جاري النزيلَ، وسابقيه إلى الغنَى {#spc} وإلى الحجا، وإلى العلا والسؤدد
وابني كما يبني المعاهدَ، واشرعي {#spc} لشبابك العرفانَ عذبَ المؤرد
أَخِزانة َ الوادي، عليكِ تحيَّة ٌ {#spc} رَبَضتْ كجُنْحِ الغيهَب المتلبِّدِ
ما أَنتِ إلا من خزائنِ يوسفٍ {#spc}بالقصدِ، موحِيَة ٌ لمن لم يقصِدِ
قلدتِ من مال البلادِ أمانة ً{#spc} يا طالما افتقرتْ إلى المتقلِّد
وبلغْت من إيمانِها ورجائِها {#spc}ما يبلغُ المحرابُ من متعبِّد
فلوَ أنَّ أَستارَ الجلالِ سَعَتْ إلى {#spc}غيرِ العتيقِ لبستِ ممّا يرتدي
إنَّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَة ً على {#spc} جنباتها حشدٌ يروح ويغتدي
وإذا طمعتَ من الخليَّة{#spc} ِ شهدها فاشهَدْ لقائدها وللمُتجَنّد
لا تمنحِ المحبوبَ شُكرَك كلَّه {#spc} واقرنْ به شكرَ الأجيرِ المجهد
إسكندرية ُ شرفتْ بعصابة ٍ {#spc} بيضِ الأسرة ِ، والصحيفة ِ، واليد
خدموا حِمى الوطنِ العزيزِ، فبورِكوا {#spc} خدَماً، وبورك في الحمى مِن سَيّد
ما بالُ ذاك الكوخِ صَرَّحَ وانجلَى {#spc} عن حائطيْ صرحٍ أشمَّ ممردٍ؟
مِن كسْرِ بيتٍ، أَو جِدارِ سَقِيفة ٍ{#spc} رَفع الثباتُ بِناية ً كالفرْقَد
فإذا طلعتَ على جلالة ِ ركنها {#spc} قلْ: تِلك إحدى مُعجزات محمدِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success