أمة تقنى وأنتم تلعبون Poem by إيليا أبو ماضي

أمة تقنى وأنتم تلعبون

أعلى عيني من الدّمع غشاء {#spc} أم على الشّمس حجاب من غمام
غامض نور الطّرف أم غارت ذكاء{#spc} لست أدري غير أني في ظلام
ما لنفسي لا تبالي الطّربا {#spc} أين ذاك الزّهو ، أين الكلف؟
عجبا ماذا دهاها عجبا {#spc} فهي لا تشكو ولا تستعطف
ليتها ما عرفت ذاك النّبا {#spc} فالسّعيد العيش من لا يعرف
لا ابتسام الغيد، لا رقص الطّلاء {#spc} يتصبّاها ولا شدو الحمام
بالكرى عني وبي عنه جفاء {#spc} أنا وحدي... أم كذا كلّ الأنام؟
لاأرى لي من همومي مهربا {#spc}فهي في هذا وذيّاك الطّريق
في الرّبى فوق الرّبى تحت الرّبى {#spc} في الفضاء الرّحب في الرّوض الأنيق
في اهتزاز الغصن في نفح الصّبا {#spc} في انسجام الغيث في لمح البروق
كلّما أومض برق أو أضاء {#spc} بتّ أشكو في الدّجى وقع السّهام
في ابتسام الفجر للمرضى شفاء {#spc} وابتسام الفجر فيه لي سقام
تعتريني هزّة كالكهربا {#spc} كلّما حنّ مشوق لمشوق
علّمت عيني السّهاد الكوكبا {#spc} وفؤادي علّم البرق الخفوق
ما دعوت الدّمع إلاّ انسكبا {#spc} يا دموعي أنت لي أوفى صديق
لم أر كاليأس يغري بالبكاء {#spc}لا ولا كالدمع يفشي المستهام
فاستعينوا بالبكا يا تعساء{#spc} كلّما اشتدت بكم تار الهيام
خلت قلبي بالأسى منفردا {#spc} وأنا وحدي صريع المحن
وتوهّمت الأسى لن يجدا {#spc}سكنا في غير قلبي المثخن
وظننت الدّهر مهما حقدا{#spc} سوف لا يفجعني في وطني
فإذا تلك المغاني في شقاء {#spc} وإذا كلّ فؤاد في ضرام
ذهبت كلّ ظنوني في الهواء {#spc} وتوّلت مثل أضغاث المنام
لا تأمني إن أنا لمت القضا {#spc} ولم الدّهر الّذي أخنى علّي
لم تدع فيّ اللّيالي غرضا {#spc} والضّنى لم يبق مني غير في
لا تسلني: أيّ خطب عرضا {#spc} في الحشا وجد وفي المقول عيّ
قلّ غربي سالب السّيف المضاء {#spc} والشّذى الزّهرة والعقد النّظام
وإذا ما غلب اليأس الرّجاء {#spc} هانت الشّكوى ولم يجد الكلام
بصرت لكن مثلما شاء الكمد{#spc} شاعرا من مقلتي أرتجل
صدّ ما كان بنفسي عنه صد {#spc} وتجافاني الكلام المرسل
عقد الحزن لساني فانعقد {#spc} أيّ سيف ما اعتراه الفلل؟
بي هموم كلّما لاح الضّياء {#spc} ضربت فوق عيوني بلثام
وشجون كلّما جنّ المساء{#spc} قطعت بين جفوني والمنام
لا أرى غير خيالات تسير{#spc} مهطعات عن يساري واليمين
فوق أرض من دماء وسعير{#spc} في فضاء من هموم وشجون
عجبا ... أين ابتسامات الثّغو{#spc}ر ما لقومي كلّهم باك حزين
كلّ ما أسمع نوح وبكاء {#spc} كلّ ما أبصر ((صرعى ورمام))
زلزلت زلزالها هذي السّماء {#spc}أم ترى فضّت عن الموتى الرّجام
وقع الأمر الّذي لا يدفع {#spc} وجنى الجاني على تلك الرّبوع
واحتواها نهم لا يشبع {#spc} فاحتوى سكّانها خوف وجوع
فهي إمّا دمنة أو بلقع {#spc}وهم إمّا قتيل أو صريع
إن شكت قالت على الدّنيا السّلام {#spc} عبث الإنسان فيها والقضاء
آه من جور اللّيالي والطّغام{#spc} ...............
ربّ طفل طاهر ما أثما {#spc} مات موت الآثم المجرم
كان مّمن يرتجي لو{#spc} سلما للعلى لكنّه لم يسلم
كوكب ما كاد يبدو في السّما {#spc} طالعا حتّى اختفى كالحلم
غاض مثال الماء في الأرض العراء {#spc} ما عهدت البدر مثواه الرّغام
هكذا أودت به ريح الشّتاء{#spc} زهرة لم تنفتح عنها الكمام
ربّ شيخ أقعدته الحادثات {#spc} ومشى ((الأبيض)) في لّمته
وثناه الضّعف عن حمل القناة {#spc} وعن السّابق في حلبته
كان من قبل حلول الكارثات {#spc} آمنا كالنّسر في وكنته
لاهيا يذكر أيّام الصّباء {#spc} ولياليه وفي الثّغر ابتسام
حكم العاني عليه بالفناء {#spc} وأبى المقدور إلاّ أن يضام
وفتى كالغصن ريّان نضير{#spc} تحلم الخود به إذ تحلم
وتراه للهوى بين البدور {#spc} فتراه فوقّهنّ الأنجم
ألمعيّ الذّهن والقلب الكبير {#spc} ملك في بردتيه ضيغم
بات لا يقوى على حمل الرداء {#spc} منكباه وهو في العشرين عام
ما به عجز ولا داء عياء {#spc}غير أنّ الجوع قد هدّ العظام
وصغار مثل أفراخ القطا {#spc} يتضاغون من الجوع الشّديد
وهنت أعصابهم لما سطا {#spc}والطّوى يوهن عزمات الأسود
أرأيت العقد إمّا انفرطا {#spc} هكذا دمعهم فوق الخدود
زهقت أرواحهم في شكل ماء {#spc} للأسى ، للّه ما أقسى الحمام
يا رعى اللّه نفوس الشّهداء {#spc}وسقى أحداثهم صوب الغمام
أيّها الجالون عن ذاك الحمى {#spc} إنّ في ذاك الحمى ما تعلمون
ضيم في أحراره واهتضما{#spc} ووقفتم من بعيد تنظرون
لا؛ ومن شاء لنا أن ننعما {#spc} ما كذا يجزي الأب البّر البنون
كلكم يا قوم في البلوى سواء {#spc}لا أرى في الرّزء لبنانا وشام
في ربى لبنان قومي الأصفياء{#spc} وبأرض الشّام أحبابي الكرام
اللّيالي غاديات رائحه {#spc} بالدّواهي وأراكم تضحكون
ما اتّعظتم بالسّنين البارحه {#spc} لا ولا أنتم غدا متّعظون
يا لهول الخطب!.. يا للفادحه{#spc} أمة تفنى وأنتم تلعبون
فادفنوا أضغانكم يا زعماء {#spc} يبعث اللّه من القبر الوئام
وابسطوا أيديكم يا أغنياء {#spc} أبغض السّحب إلى الصّادي الجهام

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success