حُلُم ثـان Poem by عبدالسلام مصباح

حُلُم ثـان

أَحْلُمُ
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنْ تَنْزِلَ مِـنْ بُرْجِ الْحُوتِ
مُعَمَّدَةً بِالْعُشْبِ
بِرَائِحَةِ الأَرْضِ
وَتُطْلِقَ صَرْخَتَهَا
فِي وَجْهِ الْبَحْرِ
وَفِي وَجْهِ قَبِيلَتِهَا
ثُمَّ تَمِيلُ إِلَى أَعْطَافي
لِتُؤَثِّثَ بِالْحُبِّ
وَبِالدِّفْءِ
أُنُوَثَتَها
وَنُبُوءَتَهَا
أَحِلَمُ
أَحْلَمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنْ تَتَشَعَّبَ كَالْغَيْمَةِ
فِي جَسَدي
أَنْ تَتَشَكَّلَ كَالَّلوْحَةِ
فِي أَوْرِدَتِي
وَشرَايِينِي
وَتَسِيحَ
تَسِيحَ كَنُورِ الرُّؤْيَةِ
فِي الْحَرْفِ
وَفِي الْقَلْبِ
أَحْلُمُ
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنِ تَتَحَمَّلَ طَيْشِي
نَزَوَاتِي
وَحَمَاقَاتِي
أَنْ تَتَحَمَّلَ
كُلَّ جُنُونِ الشُّعَرَاءِ
وَكُلَّ جُنٌونِ الْعُشَّاقِ
وَلاَ تَنْفَعِلُ
أَحْلُمُ
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنْ تَسْمَحَ لِلطِّفْلِ الرَّابِضِ
فِي أَعْمَاقِي
كَيْ يَقْفِزَ فَوْقَ عِبَادَاتِ الأَوْثَانِ
وَفَوْقَ تَقَالِيدِ
وَعَادَاتِ الْمَرْأَةِ الشَّرْقِيَّة
أَنْ تَضْرِبَ عَرْضَ الْحَائِطِ
بِالأَعرَافِ الْمُنْدسَّةِ
تَحْتَ الْجلْدِ
وَتَحْتَ وَسَائِدِنَا
أَنْ تَعْبَثَ بِالتَّارِيخِ الْمَدْسوسِ
وَبِالْكُتُبِ الصَّفْرَاء
وَبِأَرْبَابِ الْوَثَنِيَّه
أَحْلُمُ
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنْ تَرْسُمَ بُرْجَ الْحُوتِ
بِأَلْوَانِ الطَّيْفِ
وَتُجَلْجِلٌ بالْحَرْفِ
وَبِالْحُبِّ
تَمَاثِيلَ الْقشِّ
وَتُدْخِلَنِـي مَرْعَاهَا
لِتُقَاسِمَنِـي الْعُشبَ الأَخْضَرَ
وَالْخُبْزَ الأَسْمَرَ
وَبَعْضَ التِّيـنِ
وَتُشارِكَنِي الْبَحْرَ الشَّاسعَ
وَالُّلغَـةَ الْمَوْشُومَةَ بِالشِّعْرِ
وَبِالْقُبُلاَتِ
وَبِالأَلَقِ
أَحْلُمُ
أَحْلُمُ بِامْرَأَةٍ قَادِرَةٍ
أَنْ تَتَجَدَّدَ عِشْقاً فِـي الْيَوْمِ
وَجُنُوناً فِي الَّليلِ
وَتَنْزِلَ ثَانِيَةً
عَشراً
أَلْفاً
مِنْ بُرْجِ الْحُوتِ
إِلَى بُرْجِ الْحَملِ
مُهَفْهَفَة
كَيْ تُلْبِسَنْي الطَّيْلَسانَ
وَتُجْلِسَنِـي فَوْقَ الْعَرْشِ
لأَحْكُمَ مَمَلَكَةَ الْعُشَّاقِ
وَمَمَلَكَةَ الشُّعَرَاءِ
حَتَّى آخِرَ نَبْضِ
فِي الْيَاءِ
وَحِينَ يُلاَمِسُنِي
يَسحَقُنِي الْجُرْحُ الأَخْضَرُ
وَالَحُزْنُ الأَخْضَرُ
تَسْتَقْبِلُنِي
كَالطِّفْلِ الْعَائِدِ
مِنْ حَجَرَاتٍ الدَّرْسِ
وَتُلْقِفَنِي ثَدْيَيْهَا الْمَعْجُونَينِ
بِرَائِحَةِ الأَرْضِ
بِدَمِ الشُّهَدَاءِ
وَنَبْضِ الشُّعَرَاءِ
وَلاَ تَحْفَلْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success