أبصرتها ، و الشمس عند شروقها {#spc} فرأيتها مغمورة بالنار
و رأيتها عند الغروب غريقه {#spc} في لجّة من سندس و نضار
و رأيتها تحت الدجى ، فرأيتها {#spc} في بردتين: سكينة ووقار
فتنبّهت في النفس أحلام الصبى {#spc} و غرقت في بحر من التّذكار
نفسي لها من جنّة خلّابة {#spc} نسجت غلائلها يد الأمطار
أنّى مشيت نشقت مسكا أزفرا {#spc} في أرضها و سمعت صوت هزار
ذات الجبال الشّامخات إلى العلا {#spc} يا ليت في أعلى جبالك داري
لأرى الغزالة قبل سكان الحمى {#spc} و أعانق النّسمات في الأسحار
لأرى رعاتك في المروج و في الربى {#spc} و الشّاء سارحة مع الأبقار
لأرى الطيور الواقعات على الثرى {#spc} و النحل حائمة على الأزهار
لأساجل الورقاء في تغريدها {#spc} و تهزّ روحي نفحة المزمار
لأسامر الأقمار في أفلاكها {#spc} تحت الظّلام إذا غفا سمّاري
لأراقب ' الدلوار ' في جريانه {#spc} و أرى خيال البدر في ' الدلوار '
بئس المدينة إنّها سجن النّهى {#spc} و ذوي النّهى ، و جهنّم الأحرار
لا يملك الإنسان فيها نفسه {#spc} حتّى يروّعه ضجيج قطار
وجدت بها نفسي المفاسد و{#spc} الأذى في كلّ زاوية و كلّ جدار
لا يخدعنّ الناظرين برجها {#spc} تلك البروج مخابيء للعار
لو أنّ حاسد أهلها لاقى الذي {#spc} لاقيت لم يحسد سوى ' بشّار '
غفرانك اللّهم ما أنا كافر {#spc} فلم تعذّب مهجتي بالنّار ؟
لله ما أشهى القرى و أحبّها {#spc} لفتى بعيد مطارح الأفكار
إن شئت تعرى من قيودك كلّها {#spc} فانظر إلى صدر السّماء العاري
و امش على ضوء الصّباح ،{#spc} فإن خبا فامش على ضوء الهلال السّاري
عش في الخلا تعش خليّا هانئا {#spc} كالطّير... حرا ، كالغدير الجاري
عش في الخلاء كما تعيش طيوره {#spc} الحرّ يأبى العيش تحت ستار
شلّال ' ملفرد ' لا يقرّ قراره {#spc} و أنا لشوقي لا يقرّ قراري
فيه من السيف الصقيل بريقه {#spc} و له ضجيج الجحفل الجرّار
أبدا يرش صخوره بدموعه {#spc} أتراه يغسلها من الأوزار ؟
فاذا تطاير ماؤه متناثرا {#spc} أبصرت حول السفح شبه غبار
كالبحر ذي التّيار يدفع بعضه {#spc} و يصول كالضرغام ذي الأظفار
من قمّة كالنهد ، أيّ فتى رأى {#spc} نهدا يفيض بعارض مدرار ؟
فكأنّما هي منبر و كأنّه {#spc} ' ميراب ' بين عصائب الثوّار
من لم يشاهد ساعة و ثباته {#spc} لم يدر كيف تغطرس الجبّار
ما زلت أحسب كلّ صمت حكمة {#spc} حتّى بصرت بذلك الثرثار
أعددت ، قبل أراه ، وقفة عابر {#spc} لاه فكانت وقفة استعبار
يا أخت دار الخلد ؛ يا أم القرى ،{#spc} يا ربّة الغابات و الأنهار
لله يوم فيك قد قضّيته {#spc} مع عصبة من خيرة الأنصار
نمشي على تلك الهضاب ودوننا {#spc} بحر من الأغراس و الأشجار
تنساب فيه العين بين جداول {#spc} و خمائل و مسالك و ديار
آنا على جبل مكين راسخ {#spc} راس ، و آنا فوق جرف هار
تهوي الحجارة تحتنا من حالق {#spc} و نكاد أن نهوي مع الأحجار
لو كنت شاهدنا نهرول من عل{#spc} لضحكت منّا ضحكة استهتار
الريح ساكنة و نحن نظنّنا {#spc} للخوف مندفعين مع إعصار
و الأرض ثابتة و نحن نخالها {#spc} تهتزّ مع دفع النسيم السّاري
مازال يسند بعضنا بعضا كما {#spc} يتماسك الروّاد في الأسفار
ويشدّ هذا ذاك من أزراره {#spc} فيشدّني ذيّاك من أزراري
حتى رجعنا سالمين و لم نعد {#spc} لو لم يمدّ الله في الأعمار
و لقد وقفت حيال نهرك بكرة {#spc} و الطير في الركنات و الأوكار
متهيّبا فكأنّني في هيكل {#spc} و كأنّه سفر من الأسفار
ما كنت من يهوى السكوت {#spc}و إنّما عقلت لساني رهبة الأدهار
مرّ النسيم به فمرّت مقلتي {#spc} منه بأسطار على أسطار
فالقلب مشتغل بتذكاراته {#spc} و الطرف مندفع مع التيّار
حتى تجلّت فوق هاتيك الربى {#spc} شمس الصباح تلوح كالدّينار
فعلى جوانبه وشاح زبرجد {#spc} و على غراربه و شاح بهار
لو أبصرت عيناك فيه خيالها {#spc} لرأيت مرآة بغير إطار
يمّمته سحرا و أسراري معي {#spc} و رجعت في أعماقه أسراري
إنّي حسدت على القرى أهل القرى {#spc} و غبطت حتّى نافخ المزمار
ليل و صبح بين إخوان الصّفا {#spc} ما كان أجمل ليلتي و نهاري
This poem has not been translated into any other language yet.
I would like to translate this poem